lundi 12 mai 2014

الحلقة 9 : التوبة من الدجل و الشعودة



الفقرة الثالثة من كتاب ( كفاحي مع موسطاشة )
------------------------------------------------
الحلقة 9 : التوبة من الدجل و الشعودة .
------------------------------------------

خلقت لنفسي موردا للمال ... كنت أدخن أجود أنواع السجائر و أحتسى قهوتي في أرقى المقاهي  ...
كنت أصطاد ضحاياي من الأنترنيت و بعض أقارب التلاميذ الذين يدرسون معي ...
ذات يوم تعرفت على فتاة اسمها " لبني " كانت ابنة أحد عمداء الشرطة بسيدي سليمان ... إلتقينا في MSN بالصدفة ... عرفتها بنفسي و كانت قد سمعت بي و بكراماتي و بقوتي الخارقة في التحكم بعالم الجن ... سألتها عن ماذا سمعت بالتفصيل ، فأجابت أنها سمعت أنني أستطيع التحدث مع الجن و رأيته ... و أنني سبق لي و أن شفيت العديد من المرضى من المس و السحر و أنني أيضا أجمع بين الأحباب و العديد من الأساطير ... علمت حينها أن الناس يضخمون الأحداث و يروجون روايات لم يسبق لهم أن رأوها و الغريب في الأمر أنهم يقصمون على الكذب ...
شكون هو هاد نورالدين ... شفار ، نصاب ، كذاب .... ما يعرف يدير حتى بعرة من غير يكذب و ينصب على الناس .
حكت لي أنها مصابة بمرض الصرع و أنها تعاني منه منذ سنوات و أن هذا الأمر قد أثر كثيرا على عائلتها و على دراستها بالتحديد ... شرعت في دجلي عليها و طلب اسمها و اسم أمها من أجل " ضرب الخط "
أخبرتها من وحي مخيلتي أنها ضحية انسانة طويلة القامة ، بيضاء البشرة، كانت تحب والدها .. و أنها قامت بوضع سحر خبيث لتشتيت عائلتهم و الإستيلاء على قلب الأب .
لم تترد لبني في إخبار أمها التي هي بدورها اتصلت بي و أخبرتني أن هذا الكلام صحيح و أن زوجها كان على علاقة مع سيدة دكالية و أنه قد تاب عن أفعاله و غيروا سكنهم إلا أن تلك السيدة الدكالية أبت إلا أن تشتت العائلة.
طريقتي في ضريب الخط دائما ما كانت تنجح بنسبة 99 في المائة ... لأنني أسرد على الضحية أحداثا و مشاكل أغلب المغاربة يعيشونها ... و هذا ما كان يجعل مصداقيتي عند الناس عالية.
سألتني الأم عن العلاج و التخلص من السحر فأخبرتها أن الأمر يتطلب العديد من المصاريف و أن الأمر سيستغرق وقتا ليس بالقصير. لكن الأهم في المرحلة الراهنة هو علاج لبنى من الصرع .
مر أسبوع على ذلك ... و الأمور تسير على المنوال الذي رسمته ... كنا نتحدث أنا و لبنى كل مساء ... كنت أواسيها في محنتها ... و كنت أبشرها أن علاجها قريب و أنها ستعود لحياتها الطبيعية ..
مشكل لبنى لم يكن نفسانيا ... كان مرضا عضويا ... كانت تعاني من مرض الربو ... و بين الفينة و الأخرى كان يغمى عليها لانقطاع الأوكسجين عن دماغها.
غريبة هي عقول النساء ... لا يصدقون الأطباء و يؤمنون بالدجالين ... لذلك كنت أستغلهن أبشع استغلال ... الكثير من النساء اللاتي كن يتصلن بي ... كانت طلباتهن تنحصر فقط في أمرين ... إما سحر للتحكم في الزوج أو سحر للتفريق بين الزوجين ...
كم أنتم مساكين أيها الرجال ... تعتقدون أنكم أذكياء و أنكم تسيطرون على الأجواء داخل عش الزوجية و أن السلطة العليا و القيادة العامة هي للذكر ... القلاوي على عينيكم ... فعالم النساء كالبحر ... يغرق فيه أمهر السباحين ...
المرأة بطبيعتها شريرة و ماكرة ... تظهر لزوجها الولاء التام .... و توهمه أنه هو السلطان ... و أن لا كلام يعلو على كلامه ... لكن في أعماق الحدث فالمرأة كتمسكن باش تمكن ...
شحال من واحد طالع معاه القالب و ماعايقش ... شحال من واحد مرتو كتناك عليه و هو كيف الحمار ما جايب للدنيا خبار ... و أغلب الناس اللي كيعاودو فالمقاهي على أنه ذكر داخل المنزل عرف بللي مرتو دايرة ما بغات ...
ذات يوم اتصلي بي شخص و طلب مقابلتي ... حددت معه موعدا في التاسعة ليلا بجوار مقهى " المحامي " ...
التقينا و كان رجلا في الأربعينيات ... طويل القامة ... قوي البنية ... و كان عندو موسطاش مشعر ...
أخبرني أنه والد لبنى و أنه أتى للتحدث معي في حيثيات الموضوع ... طلب مني أن نركب سيارته و أن نتحدث بعيدا خارج المدينة ... ركبنا عربته ... كانت سيارته الشخصية ..
اتجهنا صوب مدينة سيدي قاسم ... كنت أحكي و أروي له خزعبلاتي ... و أن بيدي مفاتيح علاج بنته المسكينة ... كان يجيبني بـ " سبحان الله ، سبحان الله "
علمت أنه صدق أكاذيبي  ... حينما قطعنا حوالي 12 كيلومتر ... في مكان خالي تماما من السكان ... توقف بسيارته ... و قال لي : نزل يا ولد القحبة ... و قول للجنون ديالك دابا يردوك لسيدي سليمان ... راني غير تاقيت فيك الله حيت مازال صغير و كتقرا ... أما راني نصيفط مك فين تغبر ... علمت حينها أنني تلاقيت مع راجل مي .. و أنني خاصني نسلك باش الأمور دوز سالمة.
ضربني بجوج تصرفيقات و حل الباب و دفعني ... ضيمارا طوموبيلتو و دار دوميتور و رجع و سمح فيا ...
كان الوقت متأخرا ... و كان البرد قارصا و الظلام حالكا ... بقيت في الخلاء لحوالي الساعة ... إلى أن توقفت شاحنة بضائع .... هرولت مسرعا إليها ... كان الشيفور نزل باش يبول ... مللي شافني جمع المتاريال ديالو و طار على المقصورة و جبد زرواطة ... قلت ليه ماتخافش ... راه شي صحابي دارولي قالب و لاحوني هنا ... و مرجعوش ليا ... و قلت ليه وصلني فطريقك لسيدي سليمان ....
كان مظهري لا يوحي أنني شمكار ... فاقتنع بكلامي و قالي هاد صحابك خاصهم الحبس ... قلت فنفسي راه أنا اللي غاصني الحبس اللي كنلعب فالتراب المهبوش ...
عدت إلى المنزل و أنا أرتجف و كنقول .. الحمد لله طحت مع هاد الكوميسير ولد الناس ... كو كان شي ولد القحبة آخر كون لبسني تهمة النصب و الإحتيال ... و كون راني قريب نخرج من الحبس دابا هههه
قلت " هادي و التوبة " هذا إنذار سماوي من خالق البشرية ينبهني لأعود إلى صوابي ... كانت تلك هي آخر مرة سأنصب فيها بإسم السحر و الشعودة .

1 commentaire:

  1. سلام اخويا اربي معطيني لفايسبوك تاعك بغيتك فحاجة مهمة

    RépondreSupprimer